فصل: فصل في استعاراته صلى الله عليه وسلم

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الإعجاز والإيجاز ***


‏[‏مقدمة‏]‏

بسم الله الرحمن الرحيم

أما بعد حمد الله على آلائه‏.‏ والصلاة والسلام على محمد المصطفى وآله وصحبه وسلم‏.‏ فإن القاضي الجليل السيد أطال الله بقاه وإن كان في الأدب فرد الدهر وبدر الصدر كما أنه في الكرم أول العقد وواسطة العقد فلا بد لي مع مودته التي تتصل مدتها‏.‏ ولا تنقطع مادتها‏.‏ وموالاته التي وقفت عليها أخيراً نفسي‏.‏ وأسكنّها السوادين من عيني وقلبي‏.‏ وأياديه ومننه التي وسمت عنقي وملكت رقي‏.‏ من إقامة رسم خدمته بتأليف ما أشرّفه باسمه من كتاب عهدي بأمثاله يستبدع ويستحسن ويعد من أنفس ما تشح عليه الأنفس وإن كنت في ذلك كمن يهدي إلى الشمس نوراً أو يزيد في البحر نهراً ولكن ما على الناصح إلا جهده‏.‏ وقد ثنيت كتاب اللطيف في الطيب الذي كنت خدمت بتأليفه مجلسه حرسه الله وآنسه بكتاب في الكلمات القليلة الألفاظ الكثيرة المعاني المستوفية أقسام الحسن والإيجاز الخارجة عن حد الإعجاب إلى الإعجاز في النثر المشتمل على سحر البيان والنظم والمحاكي قطع الجمان‏.‏ وأخرجته في عشرة أبواب‏.‏ فالباب الأول‏.‏ في بعض ما نطق به القرآن من الكلام الموجز المعجز‏.‏ والباب الثاني في جوامع الكلام عن النبي صلى الله عليه وسلم‏.‏ والباب الثالث‏.‏ فيما صدر منها عن الخلفاء الراشدين والصحابة والتابعين‏.‏ والباب الرابع‏.‏ فيما نقل منها عن ملوك الجاهلية‏.‏ والباب الخامس‏.‏ في روايع ملوك الإسلام وأمرائه والباب السادس‏.‏ في لطايف كلام الوزراء‏.‏ والباب السابع‏.‏ في بدائع كلام الكتاب والبلغاء‏.‏ والباب الثامن‏.‏ في طرايف الفلاسفة والزهاد والحكماء والعلماء‏.‏ والباب التاسع‏.‏ في ملح الظرفاء ونوادرهم‏.‏ والباب العاشر‏.‏ في وسايط قلائد الشعراء والله تعالى أسأل أن يبارك فيه له ويجزل من نعمه وعوارفه حظه وهذا حين سياقة الأبواب والله الموفق للصواب‏.‏

الباب الأول في بعض ما نطق به القرآن من الكلام الموجز المعجز

من أراد أن يعرف جوامع الكلم ويتنبه على فضل الإعجاز والاختصار ويحيط ببلاغة الإيماء ويفطن لكفاية الإيجاز فليتدبر القرآن وليتأمل علوه على سائر الكلام فمن ذلك قوله عزّ ذكره‏:‏ ‏"‏إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا‏"‏ استقاموا كلمة واحدة تفصح عن الطاعات كلها في الائتمار والانزجار‏.‏ وذلك لو أن إنساناً أطاع الله سبحانه مائة سنة ثم سرق حبة واحدة لخرج بسرقتها عن حد الاستقامة، ومن ذلك قوله عز وجل‏:‏ ‏"‏لا خوف عليهم ولا هم يحزنون‏"‏ فقد أدرج فيه ذكر إقبال كل محبوب عليهم وزوال كل مكروه عنهم ولا شيء أضر بالإنسان من الحزن والخوف لأن الحزن يتولد من مكروه ماض أو حاضر والخوف يتولد من مكروه مستقبل فإذا اجتمعا على امرئ لم ينتفع بعيشه بل يتبرم بحياته والحزن والخوف أقوى أسباب مرض النفس كما أن السرور والأمن أقوى أسباب صحتها فالحزن والخوف موضوعان بإزاء كل محنة وبلية‏.‏ والسرور والأمن موضوعان بإزاء كل صحة ونعمة هنية‏.‏ ومن ذلك قوله عز اسمه‏:‏ ‏"‏ولهم الأمن وهم مهتدون‏"‏ فالأمن كلمو واحدة تنبئ عن خلوص سرورهم من الشوائب كلها لأن الأمن إنما هو السلامة من الخوف‏.‏ والحزن المكروه الأعظم كما تقدم ذكره‏.‏ فإذا نالوا الأمن بالإطلاق ارتفع الخوف عنهم وارتفع بارتفاعه المكروه وحصل السرور المحبوب‏.‏ ومن ذلك قوله تعالى ذكره ‏"‏أوفو بالعقود‏"‏ فهما كلمتان جمعتا ما عقده الله على خلقه لنفسه وتعاقده الناس فيما بينهم ومن ذلك قوله سبحانه‏:‏ ‏"‏فيها ما تشتهي الأنفس وتلذ الأعين‏"‏ فلم يبق مقترح لأحد إلا وقد تضمنته هاتان الكلمتان مع ما فيهما من القرب وشرف اللفظ وحسن الرونق ومن ذلك قوله عز وجل‏:‏ ‏"‏والفلك تجري في البحر بما ينفع الناس‏"‏ فهذه الكلمات الثلاث الأخيرة تجمع من أصناف التجارات وأنواع المرافق في ركوب السفن ما لا يبلغه الإحصاء ومن ذلك قوله جل جلاله‏:‏ ‏"‏فاصدع بما تؤمر‏"‏ ثلاث كلمات اشتملت على شرائط الرسالة وشرائعها وأحكامها وحلالها وحرامها ومن ذلك قوله جل ثناؤه في وصف خمر الجنة‏:‏ ‏"‏لا يصدعون عنها ولا ينزفون‏"‏ فهاتان الكلمتان قد أتتا على جميع معايب الخمر ولما كان منها ذهاب العقل وحدوث الصداع برأ الله خمر الجنة منها وأثبت طيب النفوس وقوة الطبع وحصول الفرح‏.‏ ومن ذلك قوله تبارك اسمه‏:‏ ‏"‏لأكلوا من فوقهم ومن تحت أرجلهم‏"‏ وهو كلام يجمع جميع ما يأكله الناس مما تنبته الأرض‏.‏ ومن ذلك قوله عز وعلا‏:‏ ‏"‏ولهنّ مثل الذي عليهن‏"‏ وهو كلام يتضمن جميع ما يجب على الرجال من حسن معاشرة النساء وصيانتهن وإزاحة عللهن وبلوغ كل مبلغ فيما يؤدي إلى مصالحهن ومناجحهن وجميع ما يجب على النساء من طاعة الأزواج وحسن مشاركتهم وطلب مرضاتهم وحفظ غيبتهم وصيانتهم عن خيانتهم ومن ذلك قوله تبارك وتعالى‏:‏ ‏"‏ولكم في القصاص حياة‏"‏ ويحكي عن أزدشير الملك ما ترجمه بعض البلغاء فقال‏:‏ القتل أنفى للقتل‏:‏ ففي كلام الله تعالى كل ما في كلام أزدشير الملك وفيه زيادة معان حسنه فمنها إبانة العدل بذكر القصاص والإفصاح عن الغرض المطلوب فيه من الحياة والحث بالرغبة والرهبة على تنفيذ حكم الله تعالى به والجمع بين ذكر القصاص والحياة والبعد عن التكرير الذي يشق على النفس فإن قوله القتل أنفى للقتل تكرير‏.‏ غيره أبلغ منه‏.‏ ومن ذلك قوله عز ذكره في إخوة يوسف‏:‏ ‏"‏فلما استيأسوا منه خلصوا نجيا‏"‏ وهذه صفة اعتزالهم لجميع الناس وتقليبهم الآراء ظهراً لبطن وأخذهم في تزوير ما يلقون به أباهم عند عودهم إليه وما يوردون عليه من ذكر الحادث فتضمنت تلك الكلمات القصيرة معاني القصة الطويلة‏.‏ ومن ذلك قوله جلت عظمته‏:‏ ‏"‏وإما تخافن من قوم خيانة فانبذ إليهم على سواء‏"‏ فلو أراد أحد الأعيان الإعلام في البلاغة أن يعبر عنه لم يستطع أن يأتي بهذه الألفاظ مؤدية عن المعنى الذي يتضمنها حتى يبس مجموعها ويصل مقطوعها ويظهر مستوردها فيقول إن كان بينكم وبين قوم هدنة وعهد فخفت منهم خيانة أو نقضاً فاعلمهم أنك نقضت ما شرطت لهم وآذنهم بالحرب لتكون أنت وهم في العلم بالنقض على سواء‏.‏

فصل فيما يجري مجرى المثل من ألفاظ القرآن ويجمع الإعجاب والإعجاز والإيجاز

ولا يحيق المكر السيء إلا بأهله‏"‏ ‏"‏إنما بغيكم على أنفسكم‏"‏ ‏"‏كل نفس بما كسبت رهينة‏"‏ ‏"‏كل من عليها فان‏"‏ ‏"‏كل نفس ذائقة الموت‏"‏ ‏"‏لكل نبأ مستقر‏"‏ ‏"‏قل كل يعمل على شاكلته‏"‏ ‏"‏يا أسفي على يوسف‏"‏ ‏"‏ولا تنس نصيبك من الدنيا‏"‏ ‏"‏وتحسبهم جميعاً وقلوبهم شتى‏"‏ ‏"‏فضربنا على آذانهم في الكهف‏"‏ ‏"‏أغرقوا فأدخلوا نارا‏"‏ ‏"‏ولا تزر وازرة وزر أخرى‏"‏ ‏"‏وكل حزب بما لديهم فرحون‏"‏ ‏"‏ويحسبون كل صيحة عليهم‏"‏ ‏"‏ويحسبون أنهم يحسنون صنعا‏"‏ ‏.‏

الباب الثاني في جوامع الكلم عن النبي صلى الله عليه وسلم

إياكم وخضراء الدمن‏.‏ لا يُلدغ المؤمن من جحر مرتين‏.‏ إن المنبتَّ لا أرضاً قطع ولا ظهراً أبقى‏.‏ إلى رحمة الله تعالى لا ترفع عصاك عن أهلك‏.‏

فصل في جوامع تشبيهاته وتمثيلاته عليه السلام

‏"‏الناس كإبل مائة لا تكاد تجد فيها راحلة‏"‏‏.‏ ‏"‏المؤمنون كالبنيان يشد بعضهم بعضاً‏"‏‏.‏ ‏"‏أصحابي كالنجوم بأيهم اقتديتم اهتديتم‏"‏‏.‏ ‏"‏مثل أصحابي كالملح ولا يصلح الطعام إلا به‏"‏‏.‏ ‏"‏أمتي كالمطر لا يدري أوله خير أم آخره أينما وقع نفع‏"‏‏.‏ ‏"‏عمالكم أعمالكم وكما تكونون يولى عليكم‏"‏‏.‏ ‏"‏الدال على الخير كفاعله‏.‏ ‏"‏وعد المؤمن كأخذ باليد‏"‏‏.‏ ‏"‏إن للقلوب صدا كصدا الحديد وجلاؤها الاستغفار‏"‏‏.‏

ولما كتبل كتاب المهادنة بينه وبين سهيل بن عمرو قال أن العقد بيننا كشرج العيبة يعني إذا انحل بعضه انحل جميعه‏.‏

فصل في استعاراته صلى الله عليه وسلم

‏"‏جنة الرجل داره‏"‏‏.‏ ‏"‏نعم الختن القبر‏"‏‏.‏ ‏"‏المؤمن مرآة أخيه دفن البنات من المكرمات‏"‏‏.‏ ‏"‏من كنوز البر كتمان الصدقة والمرض والمصيبة‏"‏ ‏.‏ ‏"‏داووا مرضاكم بالصدقة‏"‏‏.‏ ‏"‏حصنوا أموالكم بالزكاة‏"‏‏.‏ ‏"‏صدقة السر تطفئ غضب الرب‏"‏‏.‏ ‏"‏قد جدع الحلال أنف الغيرة‏"‏‏.‏ ‏"‏الود والعداوة يتوارثان‏"‏‏.‏ ‏"‏العلماء ورثة الأنبياء‏"‏‏.‏ ‏"‏التوبة تهدم الحوبة‏"‏‏.‏ ‏"‏ملعون من هدم بنيان الله - يعني من قتل نفساً - الحمى رائد الموت وسجن الله في الأرض‏"‏‏.‏ ‏"‏الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر تمسحوا بالأرض فإنها بكم برة‏"‏‏.‏ ‏"‏من ضحك ضحكة مج من العقل مجة‏"‏‏.‏ ‏"‏اتقوا دعوة المظلوم فإنها لينة الحجاب‏"‏‏.‏ ‏"‏الشتاء ربيع‏"‏‏.‏ ‏"‏المؤمن قصر نهاره فصام وطال ليله فقام‏"‏‏.‏ ‏"‏الاستماع إلى الملهوف صدقة‏"‏‏.‏ ‏"‏الحكمة ضالة المؤمن‏"‏‏.‏ ‏"‏اتقوا فراسة المؤمن فإنه ينظر بنور الله‏"‏‏.‏ ‏"‏أكثروا ذكر هادم اللذات - يعني الموت - ‏"‏الخمر مفتاح كل شر‏"‏‏.‏

فصل فيما يروى من مطابقاته عليه السلام

‏"‏حفت الجنة بالمكاره والنار بالشهوات‏"‏‏.‏ ‏"‏الناس نيام فإذا ماتوا انتبهوا‏"‏‏.‏ ‏"‏كفى بالسلامة دواء‏"‏‏.‏ ‏"‏إن الله يبغض البخيل‏"‏‏.‏ ‏"‏حياة السخي بعد موته‏"‏‏.‏ ‏"‏جبلت القلوب على حب من أحسن إليها وبغض من أساء إليها‏"‏‏.‏ ‏"‏احذروا من لا يرجى خيره ولا يؤمن شره‏"‏‏.‏ ‏"‏أنظروا إلى من تحتكم ولا تنظروا إلى من فوقكم‏"‏‏.‏ وقال عليه السلام‏:‏ ‏"‏إنكم لتقلون عند الفزع وتكثرون عند الطمع‏"‏‏.‏

فصل فيما يروى من جوامع كلمه في التجنيس عليه السلام

‏"‏الظلم ظلمات يوم القيامة‏"‏‏.‏ ‏"‏إن ذا الوجهين لا يكون وجيهاً عند الله‏"‏‏.‏ ‏"‏المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده‏"‏‏.‏ ‏"‏المؤمن من أمنه الناس على أنفسهم وأموالهم‏"‏‏.‏ ‏"‏لا إيمان لمن لا أمانة له‏"‏‏.‏

فصل في سائر أمثاله وروايع أقواله

وأحاسين حكمه في جوامع كلمه التي يلوح عليها نور نور للنبوة وتجمع فوائد الدين والدنيا

‏"‏زر غباً تزدد حباً‏"‏‏.‏ ‏"‏الحرب خدعة‏"‏‏.‏ ‏"‏ما عال من اقتصد‏"‏‏.‏ ‏"‏منى مناخ من سبق‏"‏‏.‏ ‏"‏المؤمنون عند شروطهم‏"‏‏.‏ ‏"‏يد الله مع الجماعة‏"‏‏.‏ ‏"‏لا جبايه إلا بحماية‏"‏‏.‏ ‏"‏الهدية مشتركة‏"‏‏.‏ ‏"‏تهادوا تحابوا‏"‏‏.‏ ‏"‏القلوب تتشاهد‏"‏‏.‏ ‏"‏ترك الشر صدقة‏"‏‏.‏ ‏"‏الحياء شعبة من الإيمان‏"‏‏.‏ أبدأ بمن تعول‏"‏‏.‏ ‏"‏تخيروا لنطفكم‏"‏‏.‏ ‏"‏اتقوا الملاعن‏"‏‏.‏ ‏"‏خير الأمور أوسطها‏"‏‏.‏ ‏"‏إياك وما يعتذر منه‏"‏‏.‏ ‏"‏مطل الغني ظلم‏"‏‏.‏ ‏"‏من غشنا فليس منا‏"‏‏.‏ ‏"‏الليل أمان‏"‏‏.‏ ‏"‏من بدا جفاء حدث عن البحر ولا حرج‏"‏‏.‏ ‏"‏كل ميسر لما خلق الله له‏"‏‏.‏ المجالس بالأمانات‏"‏‏.‏ كرم العهد من الإيمان‏"‏‏.‏ ‏"‏الوحدة خير من جليس السوء‏"‏‏.‏ ‏"‏السعيد من وعظ بغيره‏"‏‏.‏ ‏"‏البركة في البكور‏"‏‏.‏ ‏"‏بلو أرحامكم ولو بسلام‏"‏‏.‏ ‏"‏اليمين حنث أو مندمة‏"‏‏.‏ ‏"‏الندم توبة‏"‏‏.‏ ‏"‏الموت راحة‏"‏‏.‏ ‏"‏لايكون المؤمن لا طعاناً ولا لعاناً‏"‏‏.‏ ‏"‏دع لما يريبك إلا ما لا يريبك‏"‏‏.‏ ‏"‏من كثر سواد قوم فهو منهم‏"‏‏.‏ ‏"‏انصر أخاك ظالماً كان أو مظلوماً‏"‏‏.‏ ‏"‏انتظار الفرج بالصبر عباده‏"‏‏.‏ ‏"‏المرء على دين خليله‏"‏‏.‏ ‏"‏كاد الفقر أن يكون كفراً‏"‏‏.‏ ‏"‏لا خير فيمن لا يألف ولا يؤلف‏"‏‏.‏ ‏"‏المستشير معان والمستشار مؤتمن‏"‏‏.‏ ‏"‏لا خير في بدن لا يألم ومال لا يزكى‏"‏‏.‏ ‏"‏خير المال عين ساهرة لعين نائمة‏"‏‏.‏ ‏"‏أنزلوا الناس منازلهم‏"‏‏.‏ ‏"‏إذا أتاكم كريم قوم فأكرموه‏"‏‏.‏ ‏"‏اليد العليا خير من اليد السفلى‏"‏‏.‏ ‏"‏من مات غريباً فقد مات شهيداً‏"‏‏.‏ وذكر أناث الخيل فقال‏:‏ ‏"‏ظهورها حرز وبطونها كنز‏"‏‏.‏ وذكر الغنم فقال‏:‏ ‏"‏سمنها معاش وصوفها رياش‏"‏‏.‏

الباب الثالث فيما صدر منها عن الخلفاء الراشدين والصحابة والتابعين رضي الله عنهم أجمعين

أبو بكر الصديق رضي الله عنه

صنائع المعروف تقي مصارع السوء‏.‏ الموت أهون ما قبله وأشد ما بعده‏.‏ ولما بلغه أن الفرس ملكت عليها بنت ابرويز قال‏:‏ ذل قوم أسندوا أمرهم إلى امرأة‏.‏

عمر بن الخطاب رضي الله عنه

من كتم سره كان الخيار في يده‏.‏ اتقوا من تبغضه قلوبكم‏.‏ أعقل الناس أعذرهم للناس‏.‏ لا تؤخر عمل يومك إلى غدك‏.‏ أشقى الولاة من شقيت به رعيته‏.‏ أخيفوا الهوام قبل أن تخيفكم‏.‏ أبت الدراهم إلا أن تخرج أعناقها‏.‏ قل ما أدبر شيء فأقبل‏.‏ من لم يعرف الشر يقع فيه‏.‏ المروءة الظاهرة في الثياب الطاهرة‏.‏

عثمان بن عفان رضي الله عنه

ما يزع الله بالسلطان أكثر مما يزع بالقرآن‏.‏ يكفيك من الحاسد أن يغتم وقت سرورك‏.‏ تاجروا الله بالصدقة تربحوا‏.‏

علي بن أبي طالب كرم الله وجهه

قيمة كل امرئ ما يحسن‏.‏ المرء مخبوء تحت لسانه‏.‏ الناس من خوف الذل في الذل‏.‏ الناس أعداء ما جهلوا‏.‏ رأي الشيخ خير من مشهد الغلام‏.‏ استغن عمن شئت تكن نظيره‏.‏ واحتج إلى من شئت فأنت أسيره‏.‏ وأحسن إلى من شئت تكن أميره‏.‏ لا ترجون إلا ربك‏.‏ ولا تخافنّ إلا ذنبك‏.‏ من أيقن بالخلف جاد بالعطية‏.‏ قصر ثيابك فإنها أنقى وأبقى‏.‏ بقية السيف أنمى عدداً وأكثر ولداً‏.‏ خير أموالك ما كفاك‏.‏ وخير إخوانك من واساك‏.‏ ومن كلامه رضي الله عنه لو كشف الغطاء ما ازددت إلا يقيناً‏.‏ الناس نيام فإذا ماتوا انتبهوا‏.‏ الناس بزمانهم‏.‏ أشبه منهم بآبائهم‏.‏ ما هلك امرؤ عرف قدره‏.‏ المرء مخبوء تحت لسانه‏.‏ من عذب لسانه كثر إخوانه‏.‏ بالبر يستعبد الحر‏.‏ بشر مال البخيل بحادث أو وارث‏.‏ لا تنظر إلى من قال‏.‏ لا ظفر مع البغي‏.‏ الجزع عند البلاء تمام المحنة‏.‏ لا ثناء مع كبر‏.‏ لا بر مع شح‏.‏ لا صحة مع نهم‏.‏ لا شرف مع سوء أدب‏.‏ لا اجتناب لمحرم مع حرص‏.‏ لا محبة مع مراء‏.‏ لا سؤدد مع انتقام‏.‏ لا راحة لحسود‏.‏ لا زيارة مع دعارة‏.‏ لا صواب مع ترك المشورة‏.‏

لا مروءة لكذوب‏.‏ لا وفاء لملول‏.‏ لا كر أعز من التقى‏.‏ لا شرف أعلى من الإسلام‏.‏ لا معقل أحرز من الورع‏.‏ لا شفيع أنجح من التوبة‏.‏ لا داء أعيا من الجهل‏.‏ لا مرض أضنى من قلة العقل‏.‏ لسانك يقتضيك ما عودته‏.‏ المرء عدو ما جهل‏.‏ لا ظهير كالمشاورة‏.‏ رحم الله امرأ عرف قدره‏.‏ ولم يتعد طوره‏.‏ إعادة الاعتذار تذكير الذنب‏.‏ النصح بين الملا تقريع‏.‏ إذا تك العقل نقص الكلام‏.‏ الشفيع جناح الطالب‏.‏ نفاق المرء ذلة‏.‏ الجزع أتعب من الصبر‏.‏ المسؤل حر ما لم يعد‏.‏ أكبر الأعداء مكيدة أخفاهم مشورة‏.‏ من طلب ما لم يعنه فاته ما يعنيه‏.‏ الراحة مع اليأس‏.‏ الحرمان مع الحرص‏.‏ من كثر مزاحه‏.‏ لم يخل من حقد عليه أو استخفاف به‏.‏ عبد الشهوة أذل من عبد الرق‏.‏ الحاسد ضاغن على من لا ذنب له‏.‏ كفى بالظفر شفيعاً لمذنب‏.‏ رب ساع فيما يضره‏.‏ لا تتكل على المنى فإنها بضائع النوكى‏.‏ كثرة الوفاق نفاق‏.‏ كثرة الخلاف شقاق‏.‏ رب أمل خائب‏.‏ رب طمع كاذب‏.‏ رب رجاء يؤدي إلى حرمان‏.‏ رب أرباح يؤدي إلى خسران‏.‏ البغي سائق الحين‏.‏ في كل جرعة شرقة‏.‏ ومع كل أكلة غصة‏.‏ من أكثر فكره في العواقب لم يشجع‏.‏ إذا حلت المقادير بطل الحذر‏.‏ الإحسان يقطع اللسان‏.‏ الشرف بالعقل والأدب لا بالأصل والنسب‏.‏ أكرم النسب حسن الخلق‏.‏ أفقر الفقر الحمق‏.‏ أوحش الوحشة العجب‏.‏ أغنى الغنى العقل‏.‏ احذروا نفار النعم‏.‏ فما كل شارد بمردود‏.‏ أكثر مصارع العقول تحت بروق الأطماع‏.‏ الطامع في وثاق الذل‏.‏ من أبدى صفحته للخلق هلك‏.‏ إذا أملقتم فتحاً فتاجروا الله تعالى بالصدقة‏.‏ من لان عوده كشف أغصانه‏.‏ قلب الأحمق وراء لسانه‏.‏ ولسان العاقل وراء قلبه‏.‏ من جرى في عنان أمله عثر بأجله‏.‏ إذا تواصلت إليكم أطراف النعم‏.‏ فلا تنفروها بقلة الشكر‏.‏ إذا قدرت على عدوك فاجعل العفو شكراً للقدرة عليه‏.‏ ما أضمر إنسان شيئاً إلا ظهر منه في صفحات وجهه وفلتات لسانه‏.‏ اللهم اغفر زلات الألحاظ‏.‏ وسقطات الألفاظ‏.‏ وشهوات الجنان‏.‏ وهفوات اللسان‏.‏ البخيل مستعجل‏.‏ الفقير يعيش في الدنيا عيش الفقراء‏.‏ ويحاسب حساب الأغنياء‏.‏

هذه الماية كلمة التي جمعها أبو عثمان عمرو بن بحر الجاحظ

من كلام علي عليه السلام

ومن كلامه أيضاً رضي الله عنه ‏.‏ أعجب ما في الإنسان قلبه‏.‏ وله مواد من الحكمة‏.‏ وأضدادها من خلافها‏.‏ فإن سنح له الرجا أزاله الطمع‏.‏ وإن هاج به الطمع أزاله الحرص‏.‏ وإن ملكه اليأس أهلكه الأسف‏.‏ وإن عرض له غلبه الغيظ‏.‏ وإن أسعده الرضى نسي التحفظ‏.‏ وإن ناله الجوع حره الحر‏.‏ وإن اتسع له الأمن استلبه العز‏.‏ وإن تحددت له نعمة أخذته العزة‏.‏ وإن أفاد مالاً أطغاه الغنى‏.‏ وإن عضته فاقة شغله البلاء‏.‏ وإن جهده الجوع أقعده الضعف‏.‏ وإن أفرط في الشبع كظته البطنة‏.‏ فكل تقصير به مضر‏.‏ وكل إفراط به مفسد‏.‏

ومن كلامه في خطبة رضي الله عنه‏:‏ أوصيكم أيها الناس بتقوى الله وكثرة حمده على آلائه إليكم‏.‏ ونعمه عليكم‏.‏ وبلائه لديكم‏.‏ فقد خصكم بنعمه‏.‏ وتدارككم برحمته‏.‏ أعورتم له فستركم‏.‏ وتعرضتم لأخذكم فأمهلكم‏.‏ وأوصيكم بذكر الموت‏.‏ وإقلال الغفلة عنه‏.‏ وكيف تغفلون عمن ليس يغفل عنكم‏.‏ وطمعتم فيمن ليس يمهلكم‏.‏ فكفى بموتاً واعظاً‏.‏ عاينتموهم حملوا على قبورهم غير راكبين وأنزلوا فيها غير نازلين‏.‏ كأنهم لم يكونوا عماراً وكأن الآخرة لم تزل لهم داراً‏.‏ أوحشوا ما كانوا يوطنون وأوطنوا ما كانوا يوحشون‏.‏ واشتغلوا بما فارقوا‏.‏ وأضاعوا ما إليه انتقلوا‏.‏ لا عن قبيح يستطيعون انتقالا‏.‏ ولا في حسن يستطيعون ازدياداً‏.‏ آنسوا بالدنيا فغرتهم‏.‏ ووثقوا بها فصرعتهم‏.‏ فسابقوا رحمكم الله تعالى إلى منازلكم التي أمرتم أن تعمروها ودعيتم إليها‏.‏ فاستتموا نعم الله عليكم بالصبر على طاعته‏.‏ والمجانبة لمعصيته‏.‏ فإن غدا من اليوم قريب‏.‏ ما أسرع الساعات في اليوم‏.‏ وأسرع الأيام في الشهر‏.‏ وأسرع الشهور في السنين‏.‏ وأسرع السنين في العمر‏.‏

ومن خطبه رضي الله عنه‏:‏ فمن الأيام ما يكون ثابتاً مستقراً في القلوب‏.‏ ومنه ما يكون عواري بين القلوب والصدور إلى أجل معلوم‏.‏ فإذا كانت للمرء براءة من أحد فقفوه حتى يحضره الموت‏.‏ فعند ذلك يقع حد البراءة‏.‏ والهجرة قائمة على حدها لرسول ما‏.‏ ما كان لله في أهل الإسلام مستسر لأمة ومعلنها‏.‏ لا يقع اسم الهجرة على أحد إلا بمعرفة الحجة في الأرض‏.‏ فمن عرفها وأقر بها فهو مهاجر‏.‏ ولا يقع اسم الاستضعاف على من بلغته الحجة فسمعتها أذنه ووعاها قلبه‏.‏ إن أمرنا صعب لا يجهله إلا عبد امتحن الله قلبه بالإيمان‏.‏ ولا يعي حديثنا إلا صدور مبينة واحلام رزينة‏.‏ أيها الناس سلوني قبل أن تفقدوني‏.‏ فلا أنا بطريق السماء أعلم مني بطريق الأرض‏.‏ قبل أن تشعر برجلها فتنة تطأ في خطامها وتذهب بأحلام قومها‏.‏

ومن كلامه كرم الله وجهه‏:‏ أما بعد فصلوا بالناس الظهر حين تفيء الشمس مثل مريض البعير‏.‏ وصلوا بهم العصر والشمس ضاحية في عضو من النهار حين يشارفها فيء فرسخين‏.‏ وصلوا بهم المغرب حين يفطر الصائم ويدفع الحاج‏.‏ وصلوا بهم العشاء الآخرة حين يتوارى الشفق‏.‏ وصلوا بهم الغداة والرجل يعرف وجه صاحبه‏.‏ وصلوا بهم صلاة أضعفهم ولا تكونوا فتانين‏.‏

ومن بعض كلامه للحسين رضي الله تعالى عنهما‏:‏ يا بني أوصيك بتقوى الله عز وجلّ في الغيب والشهادة‏.‏ وكلمة الحق في الرضى‏.‏ والقصد في الغنى والفقر‏.‏ والعدل في الصديق والعدو‏.‏ والعمل في النشاط والكسل‏.‏ والرضى عن الله تعالى في الشدة والرخاء‏.‏ يا بني ما شر بعده الجنة بشر‏.‏ ولا خير بعده النار بخير‏.‏ وكل نعيم دون الجنة محقور‏.‏ وكل بلاء دون النار عافية‏.‏ اعلم يا بني أن من أبصر عيب نفسه شغل عن غيره‏.‏ ومن رضي بقسم الله تعالى لم يحزن على ما فاته‏.‏ ومن سل سيف البغي قتل به‏.‏ ومن حفر بئراً لأخيه وقع فيها‏.‏ ومن هتك حجاب غيره انكشفت عورات بيته‏.‏ ومن نسي خطيته استعظم خطية غيره‏.‏ ومن كابد الأمور عطب‏.‏ ومن اقتحم البحر غرق‏.‏ ومن أعجب برأيه ضل‏.‏ ومن استغنى بعقله زل‏.‏ ومن تكبر على الناس ذل‏.‏ ومن سفه عليهم شتم‏.‏ ومن دخل مداخل السوء اتهم‏.‏ ومن خالط الأنذال حقر‏.‏ ومن جالس العلماء وقر‏.‏ ومن مزح استخف به‏.‏ ومن اعتزل سلم‏.‏ ومن ترك الشهوات كان حراً‏.‏ ومن ترك الحسد كان له المحبة من الناس‏.‏ يا بني عز المؤمن غناه عن الناس‏.‏ والقناعة مال لا ينفد‏.‏ ومن أكثر ذكر الموت رضي من الدنيا باليسير‏.‏ ومن علم أن كلامه من عمله قل كلامه إلا فيما ينفعه‏.‏ العجب ممن خاف العقاب فلم يكف‏.‏ ورجا الثواب فلم يعمل‏.‏ الذكر نور‏.‏ والغفلة ظلمة‏.‏ والجهالة ضلالة‏.‏ والسعيد من وعظ بغيره‏.‏ والأدب خير ميراث وحسن الخلق خير قرين‏.‏ يا بني ليس مع قطيعة الرحم نماء‏.‏ ولا مع الفجور غنى‏.‏ يا بني العافية عشرة أجزاء تسعة منها في الصمت إلا بذكر الله تعالى وواحد في ترك مجالسة السفهاء‏.‏ ومن تزين بمعاصي الله عز وجلّ في المجالس ورّثه ذلا‏.‏ ومن طلب العلم علم‏.‏ يا بني رأس العلم الرفق‏.‏ وآفته الخرق‏.‏ ومن كنوز الإيمان الصبر على المصائب‏.‏ العفاف زينة الفقر‏.‏ والشكر زينة الغنى‏.‏ ومن أكثر من شيء عرف به‏.‏ ومن كثر كلامه كثر خطأه قل حياؤه‏.‏ ومن قل حياؤه قل ورعه ومن قل ورعه مات قلبه‏.‏ ومن مات قلبه دخل النار‏.‏ يا بني لا تؤيسنَّ مذنباً فكم من عاكف على ذنبه ختم له بالخير‏.‏ ومن مقبل على عمله مفسد له في آخر عمره صار إلى النار‏.‏ من تحرى القصد خفت عليه الأمور يا بني كثرة الزيارة تورث الملالة‏.‏ يا بني الطمأنينة قبل الخبرة ضد الحزم‏.‏ إعجاب المرء بنفسه دليل على ضعف عقله‏.‏ يا بني كم من نظرة جلبت حسرة وكم من كلمة جلبت نعمة‏.‏ لا شرف أعلى من الإسلام‏.‏ ولا كرم أعلى من التقوى‏.‏ ولا معقل أحرز من الورع‏.‏ ولا شفيع أنجح من التوبة‏.‏ ولا لباس أجمل من العافية‏.‏ ولا مال أذهب للفاقة من الرضى بالقوت‏.‏ ومن اقتصر على بلغة الكفاف تعجل الراحة وتبوأ حفظ الدعة‏.‏ الحرص مفتاح التعب‏.‏ ومطية النصب‏.‏ وداع إلى التقحم في الذنوب‏.‏ والشر جامع لمساوئ العيوب‏.‏ وكفى أدباً لنفسك ما كرهته من غيرك‏.‏ لأخيك عليك مثل الذي عليك لك‏.‏ ومن تورط في الأمور من غير نظر في الصواب فقد تعرض لمفاجأة النوائب‏.‏ التدبير قبل العمل يؤمنك الندم‏.‏ من استقبل وجوه العمل والآراء عرف مواقع الخطا‏.‏ الصبر جنة من الفاقة‏.‏ في خلاف النفس رشدها‏.‏ الساعات تنقص الأعمار‏.‏ ربك للباغين من أحكم الحاكمين‏.‏ وعالم بضمير المضمرين‏.‏ بئس الزاد للمعاد العدوان على العباد‏.‏ في كل جرعة شرق وفي كل أكلة غصص‏.‏ لا تنال نعمة إلا بفراق أخرى‏.‏ ما أقرب الراحة من التعب‏.‏ والبؤس من النعيم‏.‏ والموت من الحياة‏.‏ فطوبى لمن أخلص لله تعالى علمه وعمله وحبه وبغضه وأخذه وتركه وكلامه وصمته‏.‏ وبخ بخ لعالم علم فكف‏.‏ وعمل فجد‏.‏ وخاف الثبات‏.‏ فأعد واستعد‏.‏ إن سئل أفصح‏.‏ وإن ترك سكت‏.‏ كلامه صواب‏.‏ وصمته من غير عي عن الجواب‏.‏ والويل كل الويل لمن بلي بحرمان وخذلان وعصيان‏.‏ واستحسن لنفسه ما يكرهه لغيره‏.‏ من لانت كلمته وجبت محبته‏.‏ من لم يكن له حياء ولا سخاء فالموت أولى به من الحياة‏.‏ لا تتم مروءة الرجل حتى لا يبالي أي ثوبيه لبس‏.‏ ولا أي طعاميه أكل‏.‏

طائفة

منهم ومن التابعين رضي الله عنهم‏:‏

ابن عباس

الهوى إله معبود‏.‏ الرخصة من الله صدقة‏.‏ فلا تردوا صدقته‏.‏ لكل داخل دهشة‏.‏ فأبدؤوه بالتحية‏.‏

الحسن بن علي رضي الله عنهما

خير المال ما وقي به العرض‏.‏

ابن مسعود

العلم أكثر من أن يحصى فخذوا من كل شيء أحسنه‏.‏

أبو ذر

كان الناس ثمراً لا شوك فيه فصاروا شوكاً لا ثمر فيه‏.‏

معاذ بن جبل

الدين هدم الدين‏.‏

محمد بن الحنفية

من كرمت عليه نفسه هانت عليه الدنيا‏.‏

الحسن البصري

ألا تستحيون من طول ما لا تستحيون منه‏.‏ إن أمرأ ليس بينه وبين آدم أب حي لغريق في الموت‏.‏ أنتم تستبطئون المطر‏.‏ وأنا أستبطئ الحجر‏.‏

الشعبي

نعم المحدث الدفتر‏.‏ كانت درة عمر أهيب من سيف الحجاج‏.‏

الباب الرابع فيما جاء منها عن ملوك الجاهلية

أفريدون

الأيام صحائف أعمالكم‏.‏ فخلدوها أحسن أعمالكم‏.‏ وكتب إلى ابنيه سلم وتور‏.‏ من بر والديه بره ولده‏.‏ وكان يقول المحسن معان‏.‏ والمسيء مستوحش‏.‏ والحريص محروم - منوجهر - الدنيا أشبه شيء بظل الغمام‏.‏ وحلم النيام‏.‏ وكان يقول‏.‏ الملك للرعية‏.‏ كالروح للجسد‏.‏ والرأس للبدن والجند له بمنزلة‏.‏ الأجنحة للطير‏.‏ والحوافر للخيل‏.‏ ومن كلامه‏.‏ عفو الملك أبقى لملكه - بشنك التركي ولد تور بن أفريدون‏.‏ - لما مات منوجهر ندب بشنك ابناه للتغلب على إيران شهر‏.‏ وكان أفر آسياب أكبرهم فقال‏.‏ بلوغ الآمال‏.‏ في ركوب الأهوال‏.‏ والفرص تمر مر السحاب‏.‏ والعقود من أخلاق الخوالف‏.‏ والقناعة من طباع البهائم - أفر آسياب - مثل الترك كالدر والمسك‏.‏ لا يشرفان ما لم يفارقا معدنهما وموطنهما‏.‏ وكان يقول‏.‏ من جاد ساد‏.‏ ومن ساد قاد‏.‏ ومن قاد بلغ المراد‏.‏ وقال لأخيه كرسيوز‏.‏ يا أخي إن الشجاع محبب إلى عدوه‏.‏ والجبان مبغض حتى إلى أمه - زو بن طهماسف - العمارة كالحياة‏.‏ والخراب كالموت‏.‏ وبناء كل ملك على قدر همته‏.‏ وكان يقول‏.‏ أعقل الملوك‏.‏ أبصرهم بعواقب الأمور‏.‏

كيكاويس

لما تخلص من أسر ذي الأذعار ملك اليمن ورجع إلى مركز عزه ومستقر ملكه قال‏:‏ أحسن الأشياء وأطيبها العافية‏.‏ ولولا مرارة البلاء‏.‏ لما وجدت حلاوة الرخاء‏.‏ وقال لرستم الأعمال أثمار النيات‏.‏ وقال لما ذهب ابنه سياوش مغاضباً إلى بلاد الترك‏:‏ اللجاج أقل الأشياء منفعة في العاجل‏.‏ وأكثرها مضرة في الآجل‏.‏ - زال بن سام - النفقة على كل شيء من الأموال‏.‏ إلا الحرب فإن النفقة عليها من النفوس‏.‏ وكان يقول‏.‏ الرأي السديد أجدى من الأيد الشديد‏.‏

رستم بن زال

حسن الصبر‏.‏ طليعة للنصر‏.‏ وكان يقول الوفاء شريك الكرم‏.‏ والغدر شريك اللوم‏.‏ وقال لاسفنديار‏.‏ إذا أردت أن تطاع‏.‏ فسل ما يستطاع‏.‏ وقال له إن المولى إذا كلف عبده مالاً يطيقه فقد أقام عذره ومخالفته‏.‏

كيخسرو بن سياوخش

السعادة في مساعدة القضاء‏.‏ وكان يقول‏.‏ لا ظفر مع بغي ولا مال مع سرف‏.‏ ومن كلامه‏.‏ أعظم الخطأ محاربة من يطلب الصلح‏.‏

بشتاسب

لما حث الناس على الإيمان بزرادشت قال لهم‏.‏ إن الميت ومن لا دين له سواء‏.‏ ولا أمانة لمن لا ديانة له‏.‏ وكان يقول‏.‏ أحق الناس بالإحسان من أحسن الله إليه وبسط بالقدرة يديه‏.‏

اسفنديار

الشكر أفضل من النعم لأنه يبقى وتلك تفنى‏.‏ وكان يقول لا يعيب الناس إلا معيب‏.‏ ومن كلامه‏.‏ لا تعمل في السر ما تستحي أن يذكر في العلانية‏.‏ ومن كلامه‏.‏ الرفق مفتاح النجاح‏.‏

بهمن بن أسفنديار

بالأفضال تعلو الأقدار‏.‏ وكان يقول تجريب المجرب تضييع‏.‏

دارا الأكبر

خير الكلام حمد من رزق وخلق وأنطق ووفق‏.‏ وكان يقول‏.‏ مثل العدو الضاحك إليك مثل الحنظلة الخضرة أوراقها القاتل مذاقها‏.‏

دارا الأصغر

لا تطمع في كل ما تسمع‏.‏ من عتب على الدهر طال عتبه‏.‏ وكان يقول‏.‏ إذا أتى وقت النائبة أتى الشر من حيث كان الخير يأتي‏.‏